عيوب زواج المسيار في السعودية بالتفصيل، يعتبر زواج المسيار عند استيفائه للشروط الشرعية والقانونية حل مناسب لتخفيف أعباء الزواج عن الرجل، ولكن على الرغم من ذلك يحمل في طياته كثير من السلبيات لكلا الطرفين، وفي هذا المقال سنتعرف على عيوب زواج المسيار بالنسبة للمرأة والشروط التي يجب توفرها لشرعية هذا الزواج.

زواج المسيار وأسباب انتشاره

زواج المسيار هو شكل من أشكال الزواج بعقد شرعي بين الرجل والمرأة يكون بوجود ولي الأمر وقبول كلا الطرفين وشهادة الشهود، ولكن يختلف عن الزواج التقليدي في كون الزوجة تتنازل عن بعض حقوقها مثل حق السكن وحق النفقة عليها أو على أطفالها في حالة إنجاب الأطفال.

وهناك الكثير من الأسباب التي أدت إلى انتشار هذا النوع من الزواج، ومنها:

- أسباب اقتصادية: زواج المسيار تقوم فيه المرأة بالتنازل عن بعض حقوقها مما يزيح الحمل عن الرجل في توفير مسكن لزوجته أو النفقة عليها وعلى أبنائه منها.

- الأوضاع الاجتماعية: قد تكون هناك أسباب اجتماعية تمنع الرجل من الزواج بالطريقة التقليدية مثل عدم موافقة الأهل أو عدم القدرة على توفير حياة طبيعية للزوجة، أو من الممكن أن يكون متزوج من أخرى ولا يرغب في معرفة الزوجة الأولى بذلك.

- الاستقلالية: قد يريد أي من الطرفين الحفاظ على استقلاليته وعدم الالتزام بمسؤولية الزواج وتلبية متطلبات الطرف الآخر.

ما هي عيوب زواج المسيار من الناحية القانونية؟

من الضروري توثيق زواج المسيار حتى لا يتسبب ذلك في وقوع العقوبات على كلا الطرفين أو حدوث مشاكل قانونية للزوجة، ومنها:

 

- عدم قدرة المرأة على الحصول على حقوقها المادية مثل النفقة أو الميراث في حالة مات الزوج.

- في حالة وجود أطفال نتيجة هذا الزواج يصعب على الزوجة إثبات نسبهم أو الحصول على أي من حقوقهم القانونية أو الاجتماعية.

- عدم الاعتراف بهذا الزواج أمام الدولة والمجتمع مما يسبب المشاكل القانونية لدى الطرفين ويضيع الحقوق خاصة للمرأة.

ومن العقوبات التي تقع على الزوج أو الزوجة نتيجة عدم توثيق عقد الزواج:

- قد تفرض الغرامات المالية على كلا الطرفين لعدم توثيق الزواج.

- في الحالات التي يتم فيها انتهاك للحقوق أو التلاعب والتهرب من الالتزامات تجاه الزوجة أو الأطفال والتي قد تصل عقوبته إلى السجن.

- إلزام الزوجين بتوثيق العقد بعد إنزال العقوبة المناسبة لهما. 

ضياع حقوق المرأة في زواج المسيار

زواج المسيار يفقد المرأة حقوقها في عيش حياة زوجية طبيعية مكتملة الأركان، وحتى إذا كان هذا النوع من الزواج شرعيًا في المملكة العربية السعودية فيبقى ضياع حقوق المرأة من عيوب زواج المسيار، ومن هذه الحقوق:

 

- الحق في السكن: تتنازل الزوجة في زواج المسيار عن حقها في امتلاك مسكن للعيش به بشكل دائم أو المبيت مع الزوج.

- النفقة: في زواج المسيار لا يكون الزوج مطالب بالنفقة على زوجته وفي كثير من الأحيان قد تجد الزوجة نفسها في ضائقة مالية وليس لها الحق في الطلب من الزوج الإنفاق عليها.

- عدم وجود مساواة:  لا تحظى الزوجة بالمساواة في الزواج المسيار مثل الزواج التقليدي وليس للزوجة الحق في المطالبة بحقوقها في حالة حدوث طلاق.

- العدالة في التعامل: تفتقر الزوجة في الزواج المسيار إلى التعامل بنفس القدر من الاحترام والمساواة في اتخاذ القرارات داخل الأسرة الذي من الممكن أن تحظى به في الزواج التقليدي الذي يضمن لها حقوقها.

- الإنجاب: قد تشعر المرأة بعدم الأمان والاستقرار في زواج المسيار مما يجعلها لا تفكر في الإنجاب لعدم حصول المرأة أو طفلها على بعض الحقوق القانونية والاجتماعية.

- الحقوق الإجتماعية: عدم توثيق الزواج المسيار يضيع على المرأة حقها في اعتراف القانون بالعلاقة الزوجية أو حصولها على أي حقوق لها ولاطفالها.

المشاكل الاجتماعية والنفسية للزوجة في زواج المسيار

هناك الكثير من المشاكل الاجتماعية والنفسية التي قد تواجهها المرأة في الزواج المسيار.

المشاكل الاجتماعية

- عدم قدرة المرأة على أخذ بعض حقوقها التي تتنازل عنها في عقد الزواج مما يسقط إلزام الزوج بأداء هذه الحقوق.

- عند عدم تسجيل الزواج بشكل قانوني يمثل ذلك مشكلة كبيرة للمرأة مما يجعلها غير قادرة على إظهار هذه العلاقة في العلن وعدم أحقية المرأة بالمطالبة بأي حقوق في حالة الطلاق.

- عدم المساواة في الحقوق في حالة تعدد الزوجات أو المساواة في الحقوق مقارنة بالزواج التقليدي.

المشاكل النفسية

الشعور بعدم الاستقرار في العلاقة الزوجية لعدم ضمان استمرار الزواج.

في حالة كان الزوج لديه أكثر من زوجة قد تشعر الزوجة بالغيرة وعدم الاهتمام لعدم وجود ما يلزم الزوج بالمساواة بين الزوجات أو إعطاء الزوجة حقها من الوقت والرعاية.

الشعور بالإهمال لعدم وجود الزوج بصورة مستمرة أو العيش مع الزوج في منزل واحد.

تأثير زواج المسيار على الأطفال وحقوقهم

- الأثر النفسي على الأبناء: عدم استقرار الحياة في زواج المسيار يؤدي إلى شعور الأبناء بمشاكل نفسية واضطراب الأسرة.

- الحقوق: عدم توثيق الزواج والتنازل عن حقوق الأبناء في الزواج المسيار يؤدي إلى عدم حصول الأبناء على حق الميراث، النفقة، الرعاية الصحية، التعليم، وأحيانُا النسب.

- التأثير السلبي على التربية: تربية الأطفال بعيدًا عن الأب لعدم عيش الزوج في نفس المنزل معهم يؤثر سلبًا في تربيتهم وفي تنشئتهم بشكل سليم.

قلة الاستقرار وزيادة حالات الطلاق في زواج المسيار

من أسباب اللجوء لزواج المسيار هو عدم الالتزام بشكل كامل بالعلاقة الزوجية أو توفير مسكن ونفقة للزوجة لتخفيف العبء على الزوج.

ولكن على المدى الطويل يصبح ذلك سبب في شعور الزوجة بعدم الاستقرار لغياب دور الزوج عن حياتها وعدم مشاركته لها في بناء حياة زوجية مستقرة وهادئة، أو عدم حصول المرأة على بعض حقوقها مما يخلق ضغطًا وبالتالي تزداد حالات الطلاق في الزواج المسيار.

وقد يكون عدم حصول المرأة على حقوقها القانونية والشرعية كزوجة هو أحد الأسباب في مطالبة المرأة بالطلاق.

التمييز بين الزوجات في حالات التعدد

قد تشعر المرأة في زواج المسيار بالتمييز في المعاملة عند حدوث تعدد في الزوجات، وخاصة لو كانت الزوجة الأخرى متزوجة زواج تقليدي، ومن أشكال التمييز التي تظهر في زواج المسيار:

1- الحقوق القانونية: المرأة في الزواج التقليدي قد تحظى بحقوق أكبر من الزوجات الأخريات من زواج المسيار، وفي حالة كان زواج المسيار غير موثق فقد لا تحصل المرأة على أي حقوق قانونية.

2- النفقة: في زواج المسيار لا يكون الزوج مطالب بالانفاق على زوجته، مما يجعله يميز بين زوجاته وإذا كان متزوج بأخرى زواج تقليدي فإنه ملزم بالنفقة بشكل كامل عليها.

3- المعيشة: قد لا يتكفل الزوج في زواج المسيار بتوفير سكن لزوجته أو المبيت معها.

4- الاهتمام: التعدد في الزوجات يجعل من الصعب على الرجل الاهتمام بكل زوجة على حدى وإعطائها وقت كافي وبالتالي يفرق في الاهتمام.

5- التعامل مع الأبناء: عند وجود أبناء من زواج المسيار الموثق قانونيًا قد لا يلزم الزوج بقضاء الوقت مع أطفاله أو تقديم الرعاية بشكل كامل لهم، وعند وجود أبناء من الزواج التقليدي يجبر الزوج على اعطائهم كامل حقوقهم مما يشعر الأبناء بتمييز في التعامل.

6- الوضع الاجتماعي: لا يجبر الزواج المسيار الزوج على الاعتراف بالزواج اجتماعيًا، وعند حدوث تعدد فقد يختار الزوج الاعتراف بزواج وعدم الاعتراف بآخر.

7- العلاقة مع الزوج: من مزايا زواج المسيار هو عدم التزام كلا الطرفين التزام كامل ناحية الطرف الآخر، فعند تعدد الزوجات قد يختلف التعامل مع كل زوجة وعلاقتها بالزوج.

صعوبات إثبات النسب وعدم توثيق العقد

عدم توثيق عقد الزواج المسيار قانونيًا يعرض المرأة وأبنائها الناتجين عن هذا الزواج إلى الكثير من التحديات والمشاكل القانونية والمجتمعية وعدم الحصول على حقوقهم، ومن هذه المشاكل:

- عدم الاعتراف بنسب الأبناء لعدم وجود ما يثبت هذا الزواج مما يسبب المشاكل لإثبات النسب واللجوء إلى الطرق الأخرى مثل تحليل DNA.

- عدم القدرة على استخراج الأوراق الرسمية للأبناء مما يجعلهم غير قادرين على إثبات وجودهم بشكل رسمي في الجهات الحكومية وبالتالي عدم الحصول على الخدمات الحكومية مثل التعليم والخدمات الصحية أو الدعم المالي من الحكومة.

- في حالة الطلاق أو وفاة الزوج عدم توثيق عقد الزواج قد لا يجعل للأبناء الحق في المطالبة بالميراث أو النفقة.

- صعوبة الحصول على حكم قضائي بضم الحضانة إلى الأم أو الأب لعدم وجود ما يثبت عقد الزواج.

- عدم توثيق زواج المسيار يجعل الزوجة تواجه مشكلة المطالبة بحقوق الأبناء المختلفة من نفقة ورعاية.

- قد تجد المرأة صعوبة في توثيق عقد الزواج المسيار لوجود بعض المشاكل القانونية في العقد أو عدم رغبة الرجل في الإعتراف بالزواج مما يؤثر سلبًا على تمكنها من أخذ حقوقها وحقوق أبنائها.

تجارب واقعية لنساء تعرضن لمشاكل في زواج المسيار

التجربة الأولى

تقول إحدى النساء في تجربتها للزواج المسيار أنها كانت مطلقة وعرض عليها أحد الأشخاص زواج المسيار وعندما وافقت كانت تعيش حياة سعيدة، وكانت ترى زوجها يوم واحد في الأسبوع أو من فترة لأخرى.

ولكن على المدى الطويل شعرت بالوحدة لعدم تصورها أن زواج المسيار سيسلب منها حقها بشكل كامل في العيش مع زوجها في سعادة واستقرار مما جعلها تندم على قرار زواجها زواجًا مسيارًأ دون معرفة كاملة بالحقوق التي لها والواجبات التي عليها بشكل كامل.

التجربة الثانية

تقول أخرى أنها كانت تعاني من مشاكل مادية من بعد طلاقها وعندما تقدم رجل للزواج منها سيتكفل بها ماديًا ولكن على شرط أن يكون الزواج مسيارًا لكونه متزوج من أخرى زواج تقليدي، ولديه أبناء كبار في السن ولا يريد أن تعلم زوجته الأولى وأبنائه بشأن زواجه من أخرى، فوافقت على الشرط وعاشت حياة سعيدة معه لمدة 18 شهر.

 وبعد ذلك علمت زوجته الأولى بأمر زواجه وطلبت منه أن يطلق الزوجة الثانية، واختار الرجل أن يُبقي الزوجة الأولى وطلق الزوجة الثانية مما أدى لشعورها بظلم كبير وإهانة.

التجربة الثالثة

وأخرى تحكي تجربتها وتقول أنها تزوجت زواجًا مسيارًا ولكن لم توثق عقد الزواج، وكانت تسكن في مدينة مختلفة عن زوجها وكان يزورها من حين إلى آخر والنفقات المادية لم تكن بالكثير حيث أنه كان متزوج من أخرى، وبعد فترة رزقت بطفل منه وهنا بدأ التوتر في علاقتهما.

وبعد فترة من الحمل أرادت توثيق الزواج قانونيًا لكي تضمن لطفلها حقوقه القانونية وتثبت نسبه إلى والده، ولكن عانت لرفض زوجها لتوثيق الزواج والاعتراف بطفله أمام القانون مما اضطرها للجوء إلى السلطات القانونية حتى تم نسب الطفل لوالده. 

هل زواج المسيار خيار مناسب؟

نعم، يعتبر زواج المسيار حل مناسب ولكن ذلك عند التزام كل الأطراف بالشروط الواجبة لكي يكون جواز صحيح من الناحية الشرعية والقانونية، ومن هذه الشروط:

* وجود ولي أمر الزوجة: حضور أحد أولياء العروسة في زواج المسيار شرط لصحة الزواج وضمان موافقة الأهل.

* حضور شاهدين: توافر شهود على عقد الزواج لضمان صحة العقد وتوافر شرط الإشهار، ويجب على الشهود أن يكونوا من المسلمين البالغين.

* الإيجاب والقبول: قبول كلا الطرفين بالشروط والحقوق ومتطلبات زواج المسيار من الشروط الأساسية لصحة الزواج لضمان عدم حدوث أي نزاعات ومشاكل بين الزوجين.

* الوضوح في الحقوق والواجبات: الاتفاق على الواجبات والحقوق لكلا الطرفين من النفقة، السكن، والحقوق الزوجية وغيرها من الاتفاقات التي يجب أن تذكر في العقد لتجنب حدوث مشاكل.

* عدم وجود مشاكل قانونية في عقد الزواج: توثيق العقد قانونيًا لضمان الحقوق لكل الأطراف، والالتزام بالأحكام الدينية والشرعية. 

* ذكر اسم الزوج والزوجة بشكل واضح في العقد: تحديد أسم الزوجين في عقد الزواج  بطريقة صحيحة وواضحة لتجنب حدوث أي مشاكل.

* عدم وجود موانع شرعية : التأكد من عدم وجود أسباب شرعية تمنع الزواج مثل صلة القرابة أو الرضاعة أو أي من الموانع التي تفتي بها الجهات المختصة.

* دفع المهر: دفع المهر المتفق عليه من شروط صحة الزواج المسيار.

ما هو حكم الزواج المسيار في السعودية؟

تختلف الآراء في المملكة العربية السعودية حول حكم الزواج المسيار حسب اختلاف آراء فقهاء السنة، ومن هذه الآراء:

- الرأي الأول: يرى أنه على الرغم من استيفائه لشروط الزواج الشرعي من وجود ولي أمر، وجود شهود، دفع مهر، وغيرها من الشروط والمتطلبات لإتمام العقد، إلا إنه يفتقر لأهم شرط وهو الاستقرار والمودة والرحمة بين الزوجين مما يجعله زواج قانوني ولكن غير شرعي.

- الرأي الثاني: يرى أن الزواج المسيار جائز عند إتمام جميع شروطه وأحكامه وتوثيقه بشكل قانوني ليضمن حقوق الطرفين.

- الرأي الثالث: يرى أن الزواج المسيار مكروه حيث تتنازل المرأة عن أغلب حقوقها التي شرعها الله لها.

ما الفرق بين الزواج المسيار والزواج العرفي وزواج المتعة؟

زواج المسيار

هو زواج مكتمل الشروط الشرعية للزواج ولكن تتنازل فيه المرأة عن بعض حقوقها مثل النفقة، السكن والمبيت.

زواج المتعة

هو زواج محدد بمدة معينة وينتهي الزواج بانتهاء المدة المتفق عليها وليس فيه إلزام للرجل بإعطاء المرأة أي حقوق من سكن، نفقة، أو ميراث إذا مات الزوج، وهو زواج غير شرعي وباطل حيث أن من شروط الزواج الشرعي ألا يكون مرتبط بوقت معين.

الزواج العرفي

​هناك نوعان من الزواج العرفي: 

* باطل: وهو يفتقر شروط الزواج الشرعي لغياب ولي الأمر وعدم إشهار الزواج، حيث يتم هذا النوع من الزواج عن طريق كتابة الزوجين لورقة يقر كل منهما بالزواج فيا من الآخر ويكون هناك اثنان من الشهود ونسختين من العقد.

* شرعي: يكون مثل الزواج الشرعي ويستوفي الشروط ولكن لا يتم توثيقه في الجهات الحكومية المختصة، مما يجعل بعض الآراء تحرمه لأنه لا يضمن لأي من الطرفين حقوقهما القانونية مما ينتج عنه الكثير من المشاكل.