كيف تجهّز نفسيًا لاستقبال السنة الأولى من الزواج؟

 

كيف تجهّز نفسيًا لاستقبال السنة الأولى من الزواج؟ يعد هذا السؤال واحد من أكثر الأسئلة انتشاراً والذي يشغل بال الكثير من الأشخاص المقبلين على الزواج.

 

والإجابة تكمن في قدرة الفرد على التكيف مع التغير الذي سيطرأ على حياته والتقلبات التي قد يمر بها، ومن خلال المقال التالي سوف نتعرف على الكثير من الأمور الخاصة بهذا الموضوع.

 

 هل الاستعداد النفسي للزواج ضروري لتكوين أسرة؟

 

نعم، من المؤكد أن الاستعداد النفسي للزواج ضروري من أجل بناء علاقة زوجية ناجحة قائمة على الثقة والحب بين الطرفين، حيث أنه له أهمية كبيرة وهي:

 

- من أهم العوامل الأساسية من أجل ضمان الاستقرار الأسرى ومحاولة التعامل بطريقة صحيحة مع المتطلبات الجديدة التي ستطرأ على حياتهم في الفترة القادمة.

 

- على الطرفين القيام بوضوع كافة الأولويات والمسؤوليات الخاصة بهم وترتيب حياتهم بشكل سليم من أجل معرفة طريقة واضح للتكيف مع المتغيرات التي ستحدث في الأيام القادمة.

 

- يعزز الاستعداد النفسي للزواج العلاقة العاطفية بين الزوجين مما يخلق الاستقرار والشعور بالراحة والأمان.

 

- تجنب التفكير في الأمور السلبية وتعلم طريقة للتعامل مع المشاكل والخلافات التي ستحدث في حياتهم الزوجية وعدم تضخيم الأمور والعمل دائماً على الحفاظ على استقرار الأسرة.

 

- يساعد الاستعداد النفسي على اختيار الطريقة المناسبة لتربية الأطفال من أجل بناء شخصيتهم وجعلهم أسوياء نفسياً، حيث يضمن لهم النشأ السليم داخل بيئة مريحة خالية من المشاكل.

 

تحديات السنة الأولى من الزواج

 

يواجه الأزواج في بداية الحياة الزوجية بعض التحديات في علاقتهم، ومن أهمها:

 

طريقة مشاركة تفاصيل الحياة مع طرف آخر: تعد من أصعب الأمور التي قد يمر بها الزوجين ويتطلب الأمر منهم بعض من المجهود والوقت، من أجل تعرف كل طرف على الطباع والعادات التي يتبعها شريك حياته ويحاول التكيف معها والتحدث معه في الأمور التي لا تناسبه والوصول إلى حل قد يرضي الطرفين دون تغير أي منهم للأخر.

 

التعامل مع المشاكل الزوجية: من الأمور الطبيعية في السنة الأولى من الزواج ظهور بعض المشاكل والخلافات بين الزوجين، وعليهم الوصول إلى طريقة سهلة للنقاش وحل الخلاف بأقل الخسائر من أجل الحفاظ على استقرار الحياة الزوجية.

 

مشاركة الحياة المالية: من التحديات الصعبة في السنة الأولى من الزواج هو قدرة الطرفين على مشاركة الأموال ووضع ميزانية مشتركة من أجل الحفاظ على المصاريف الخاصة.

 

تحديد المسؤوليات والواجبات: يجب على الطرفين معرفة المسؤوليات التي يجب على كل طرف  القيام بها تجاه الطرف الآخر.

 

التوافق الأسرى: الحفاظ على العلاقة بين العائلتين وتحقيق التكافؤ والتوازن بينهم.

 

بناء العلاقة على التوقعات الغير صحيحة: قد يتخيل الطرفان بعض الأمور الغير صحيحة والتوقعات الخاطئة التي قد تسبب بعض المشاكل والمسافات بين الزوجين وتجعل التعامل مع واقع الحياة أمر صعب.

 

وضع خطط مستقبلية: على الطرفين تحديد الأهداف الخاصة بمستقبلهم ووضع خطة من أجل تحسين جميع أمورهم سواء على المستوى والمهني والشخصي والمادي.

أساليب مواجهة تحديات السنة الأولى للزواج

 

من أجل التعامل مع التحديات الخاصة بالسنة الأولى في الزواج، يجب على الزوجين اتباع بعض الأمور:

 

- التواصل السلس: يجب على الطرفين الوصول إلى طريقة تواصل سهلة ومعرفة طريقة مناسبة من أجل قضاء الوقت معاً والوصول إلى لغة حوار مناسبة.

 

- التفاهم فيما بينهم: احترام الطرفين لوجه نظر بعضهما ومحاولة تقبلها ومراعاة الاختلافات بينهم.

 

- تقسيم الأدوار في الحياة المالية: معرفة كل طرف دوره في التحكم في الميزانية الخاصة بحياتهم المشتركة.

 

- تحميل المسؤوليات بين الطرفين: تقسيم المسؤوليات بين الطرفين فعلى كل فرد أن يعرف ما هي حقوقه وواجباته تجاه الطرف الآخر حتي لا تحدث أي خلافات قد تعكر عليهم صفوهم.

 

- الاستعانة بأحد المتخصصين في مجال العلاقات : على الطرفين الذهاب إلى مستشار العلاقات الزوجية حتي يساعدهم في اتخاذ بعض القرارات الخاصة بحباتهم بطريقة صحيحة دون الوقوع في الخطأ.

 

- تقبل الاختلاف بين الطرف الآخر: يجب على الأزواج التكيف مع اختلاف شخصيتهم وطريقة تعامل كل فرد منهم مع الأمور الحياتية.

 

كيفية الاستعداد النفسي للزواج

 

الاستعداد النفسي للزواج يعد من الأمور الهامة من أجل بناء علاقة زوجية ناجحة قائمة على الود والحب بينهم، ويحاول الطرفين اتباع بعض النصائح لتحقيق الاستقرار والتوازن الأسري:

 

- الأيمان أولاً بأن هناك تغير سيطرأ على حياة الطرفين ويجب عليهم تقبله ومحاولة فهمه بطريقة سريعة حتي لا يدخلون في العديد من الخلافات.

 

- التجهيز المادي من أجل هذه الخطوة لأن الزواج من الأمور التي تتطلب استعداد مادي ضخم، وذلك لكثرة المسؤوليات والضغوطات التي سيتحملها كلا الطرفين.

 

- يجب على الزوجين التفكير في الأمور الإيجابية الخاصة بحياتهم والبعد عن أي أمر سلبي.

 

- الاستماع إلى تجارب الآخرين والتعلم منها بمحاولة تنجب الأخطاء الذين وقعوا فيها.

 

- تحديد الأهداف بطريقة صحيحة ومعرفة الأولويات حتي يخططون للمستقبل بشكل سليم يضمن لهم حياة سوية مليئة بالهدوء والراحة.

 

- تقبل فكرة أن الزواج مسؤولية وليس فقط قصه حب بين شخصين ولكنه عبارة عن بناء حياة جديدة متكاملة الأركان، وسوف يمرون بمواقف سعيدة وأخرى تعيسة حتي لا يصطدمون بالواقع ويكون لذلك أثر سلبي عليهم.

 

- مشاركة الطرفين لبعضهم البعض والاستعداد لفكرة العيش معاً في منزل واحد والتعاون في أدق التفاصيل الخاصة بحياة كل منهم وتقبل كل الطرفين لوجهات نظر بعضهم.

 

- النظر إلى الحياة بعين الجماعة حيث لا يوجد مكان للأنانية في الحياة الزوجية فكل الأمور أصبحت تخص كل أفراد العائلة وليس شخصاً بعينه.

 

- التواصل المباشر مع شريك الحياة في كافة الأمور دون خوف فيجب أن تقوم العلاقة على الاحترام المتبادل بين الطرفين والإيمان بفكرة الحوار وأنه طريقة مناسبة وفعاله للوصول إلى الحلول بسهولة في أي خلاف قد يحدث بين الطرفين.

 

- على الزوج والزوجة عدم البعد عن حياتهم السابقة قبل الزواج فعليهم مواصلة حياتهم بشكل طبيعي حتي لا يسود الملل بينهم وتصبح الحياة بينهم مليئة بالروتين والمسؤوليات.

مراحل الاستعداد للزواج

 

هناك عده مراحل يجب على الزوج والزوجة المقبلين على الزواج التعرف عليها واتباعها قبل الإقدام على هذه الخطوة:

 

التجهيز النفسي: يكون الطرفين مؤهلين نفسياً للدخول في هذه الدوامة من المسؤوليات والضغوطات التي تتواجد في العلاقات الزوجية ولابد من معرفتهم الطرق الصحيحة للتعامل معها.

 

الاستقرار المادي: قبل التفكير في تلك الخطوة يجب التفكير بطريقة عملية بشأن الأمور المادية، حيث يكون الفرد قادراً على بناء الأحلام والتخطيط من أجل مستقبل أفضل لأولاده وأسرته.

 

الاستعداد عاطفياً: من الأمور الهامة أيضاً هو الشعور بالحب والأمان تجاه الشخص الآخر حتي يكون كلا الطرفين قادرين على تكوين علاقة أسريه مستقرة.

 

نصائح أخيرة لتحضير ناجح للزواج

 

لابد من الأشخاص المقبلين على الزواج اتباع بعض النصائح من أجل إتمام زواج ناجح قائم على التقاليد التي حثنا عليها الإسلام:

 

- الحفاظ على الاحترام والثقة: من أهم الأسس التي تبني عليها العلاقة الزوجية بين الزوج والزوجة هو وجود التفاهم والاحترام بينهم، فمن أسمي لغات الحب هو التقدير ولابد من إظهار ذلك لشريك حياتك دائماً مما يجعله يشعر بالفخر والرضا من هذه العلاقة.

 

- الانصات الجيد لبعضكم البعض: لابد من خلق لغة حوار بين الزوج والزوجة للسماح لكل فرد منهم بالتعبير عما يجول في خاطره من أفكار وعلي الطرف الآخر مناقشته فيها وفهم وجه نظره وتقبلها حتي وإن لم تكن مشابهة له مما يجعل التواصل بينهم سهل ويمنع وجود سوء تفاهم بينهم أبدأ.

 

- المشاركة الدائمة في شتى الأمور الحياتية: ضرورة إشراك الطرف الآخر في كافة الأمور الخاصة بالحياة الزوجية مما يساعدهم على قضاء وقت طويل من الوقت معاً ويساهم في تعزيز العلاقة بينهم.

 

- الإكثار من كلمات الغزل: من الأمور التي تدعم العلاقة الزوجية هي إظهار الحب بين الطرفين والتعبير الدائم عن الحب والاهتمام بين الطرفين، فقول كلمات الغزل يكون لها أثر طيب على النفس وتشعر الطرف الآخر بأنه مازال مرغوب ومحبوب من شريك حياته.

 

- المساندة في الأوقات الصعبة: من أهم الأمور في الزواج هو إيمان الزوجين بأن الأيام ليست دائماً سعيدة ولابد من المرور ببعض الأيام الصعبة، ومن الضروري الوقوف بجانب بعضهم البعض أثناء أي موقف صعب حيث أنه يكون له عامل مهم في معرفة كيفية تخطى المصائب والخروج منها بأقل الخسائر.

 

- الاختيار المناسب: يعتمد اختيار شريك الحياة على الكثير من العوامل منها التوافق الثقافي والاجتماعي والديني ويجب التأكد قبل الدخول إلى تلك الخطوة وأن هذا هو الشريك المناسب، لأن ذلك من أهم العوامل لعيش حياة زوجية ناجحة لابد من وجود تكافؤ في كافة الأمور.