هل زواج المسيار يحتاج موافقة ولي الأمر في السعودية؟

هل زواج المسيار يحتاج موافقة ولي الامر؟ يعد هذا السؤال من ضمن الأسئلة التي تتردد بين الكثيرين، وبالفعل تعد موافقة ولي الأمر أمر ضروري لإتمام صحة زواج المسيار، وللتعرف على معلومات أكثر بخصوص هذا الموضوع تابع معنا المقال التالي.

ما هو زواج المسيار؟

زواج المسيار هو عبارة عن عقد زواج بين الرجل والمرأة تتنازل فيه المرأة عن بعض حقوقها الشرعية، ولكن لإتمام هذا الزواج لابد من وجود كافة الأركان والشروط اللازمة لصحته والتأكد من موافقة كلاً من الزوج والزوجة بدون التعرض لأي إجبار.

وقد يتفق فيه الزوجين في شروط زواج المسيار في السعودية على عدم التقيد بالعيش مع الزوجة في نفس المنزل بشكل دائم ويكون قادراً على زيارتها في المواعيد التي يتفقان عليها سوياً.

 هل يتطلب زواج المسيار موافقة ولي الأمر؟

- نعم، لابد من موافقة ولي الأمر على هذا الزواج لضمان صحة العقد ولاستكمال شروط وأركان صحة هذا الزواج وحتى لا يعتبر هذا الزواج باطلاً ويقع تحت شبهة المحرمات.

- لابد أيضاً من حضور ولي الأمر أثناء عقد زواج المسيار لضمان شرعية الزواح ولحماية كافة حقوق الزوجة في حالة حدوث أي مشاكل أو خلافات بينها وبين زوجها وحمايتها من التعرض لأي استغلال.

- موافقة ولي أمر الزوجة وحضوره أثناء إبرام عقد الزواج يجعل هذا الأسرة والمجتمع أكثر تقبلاً لهذا النوع من الزواج.

ما أهمية موافقة ولي الأمر في الزواج الشرعي بحسب الشريعة والقانون السعودي؟ 

من الناحية الشرعية

تعد موافقة ولي الأمر في الزواج الشرعي أمر ضروري وأساسي لضمان صحة العقد، لأنه هو المسؤول عن زواج المرأة ولضمان عدم إجبارها على هذا الزواج ويساعد أيضاً ذلك عن زيادة إمكانية استقرار العلاقة الزوجية ودوامها لوقت طويل.

من الناحية القانونية

في السعودية هناك نص في نظام الأحوال الشخصية ينص على أهمية وضرورة موافقة ولي الأمر على عقد الزواج لضمان حقوق المرأة قانونياً، ولكي يتم تسجل عقد الزواج في المحكمة الشرعية بشكل صحيح.

الآراء الشرعية حول زواج المسيار

اختلفت الآراء الشرعية حول موضوع زواج المسيار في المملكة العربية السعودية، وتلك الآراء تتمثل في الآتي:

الرأي الأول

أصحاب هذا الرأي يرون أن حكم زواج المسيار بدون رضا ولي الأمر يكون غير شرعي حتى لو كان يتوافر فيه جميع الشروط والأحكام،  إلا أنه يفتقد أركان مهمة من أركان الزواج منها توفير السكن للزوجة والنفقة.

الرأي الثاني

يرى أصحابه أن زواج المسيار هو زواج جائز في حالة وجود جميع أركان وأحكام الزواج الصحيح مع إخطار وحضور ولي الأمر.

الرأي الثالث

يرى مجموعة من الأشخاص أن هذا الزواج غير صحيح ومكروه، لأن في هذا الزواج لا تستطيع المرأة الحصول على كافة حقوقها التي شرعها الله عز وجل لها.

أبرز الآراء الفقهية حول ضرورة موافقة ولي الأمر

توجد الكثير من الآراء حول ضرورة الحصول على موافقة ولي الأمر قبل إتمام زواج المسيار، وتلك الآراء تتمثل في الآتي:

الرأي الأول

يرى بعض الفقهاء والعلماء أنه لابد من موافقة ووجود ولي الأمر لإبرام أي عقد زواج في العموم سواء كان زواج تقليدي أو زواج مسيار، وذلك لما ذكر في الحديث النبوي الشريف الذي يشير إلى أنه لإتمام الزواج بشكل صحيح هناك ضرورة لوجود وموافقة ولي الأمر مع حضور اثنين عادلين من الشهود أثناء عقد الزواج.

الرأي الثاني

بعض الفقهاء يرون أن للمرأة البالغة والعاقلة الحق في إبرام عقد زواج المسيار بدون ولي، كما أنها تستطيع اتخاذ قرار الزواج بكل حرية.

الفروق بين زواج المسيار والزواج الشرعي التقليدي

هناك بعض الفروقات والاختلافات بين زواج المسيار والزواج الشرعي التقليدي، وتلك الاختلافات تتمثل في الآتي:

التزامات الزوج

في زواج المسيار لا يقوم الزوج بتوفير السكن والنفقة للزوجة بشكل دائم، وفي الغالب في هذا الأمر يتم بالاتفاق بين الزوج والزوجة، ولكن في الزواج التقليدي لابد أن يقوم الزوج بالانفاق على زوجته بشكل مستمر وتوفير السكن لها.

المرونة في الحقوق

في زواج المسيار يتم تحديد الحقوق والواجبات على كل طرف منهما بالاتفاق كالنفقة والسكن، ولكن في الزواج التقليدي لابد أن يقوم الزوج بالالتزام بكافة واجباته المفروضة شرعاً وكذلك الزوجة.

المدة

في بعض الأحيان يكون زواج المسيار قصير الأمد، ولكن الزواج العادي يكون أكثر استقراراً ويستمر لوقت أطول.

مقارنة بين الحقوق والواجبات في زواج المسيار

زواج المسيار

- من ناحية الحقوق القانونية للزوجة فإنها تتنازل عن بعض الحقوق القانونية لها كالسكن والنفقة، ويتم كتابة تلك الأمور في عقد الزواج كما أنها تتنازل عن حقها في إقامة زوجها معها في نفس المنزل بشكل دائم.

- كما أن زواج المسيار من الممكن أن يتم في سرية بدون إخبار الزوجة الأولى بهذا الزواج، وفي هذه الحالة لا يتم توثيق عقد الزواج في المحكمة وبالتالي لا تتمكن الزوجة من ضمان حقوقها القانونية.

الزواج العادي أو التقليدي

لا تقوم الزوجة بالتنازل عن أي حقوق قانونية لها كما أنه يتم الإشهار فيه وتوثيقه في الجهات الرسمية، وبالتالي تتمكن الزوجة من الحفاظ على كافة حقوقها القانونية.

كيف يتم تنظيم زواج المسيار في السعودية؟

يتم تنظيم زواج المسبار في السعودية من خلال اتباع مجموعة من الخطوات:

 

- في البداية لابد من توافر كافة الشروط الشرعية لإتمام هذا الزواج، والتي من ضمنها موافقة الطرفين بدون التعرض لإجبار وموافقة ولي الأمر ووجود شهود وعدم وجود أي موانع شرعية تمنع هذا الزواج أو تعتبره باطلاً.

- لابد من توثيق عقد زواج المسيار بشكل رسمي في المحكمة الشرعية لضمان حقوق كلاً من الزوج والزوجة.

- يتم الاتفاق بين الزوج والزوجة على الشروط التي يرغب بها كل طرف منهما مع كتابتها بالتفصيل في عقد الزواج.

- في زواج المسيار قد تتنازل المرأة عن بعض الحقوق منها السكن والنفقة.

- قد يلجأ الزوجين لمحامي متخصص في شؤون الزواج للتعرف على كيفية توثيق زواج المسيار في المحكمة السعودية.

هل توجد شروط خاصة لزواج المسيار؟

هناك بعض الشروط لابد من توافرها لإتمام زواج المسيار بشكل صحيح، وتلك الشروط تشمل الآتي:

 

1- لابد أن يبلغ كلاً من الزوج والزوجة السن القانوني للزواج وهو سن الثامنة عشر.

2- عدم إصابة أي طرف من الزوجين بأي أمراض معدية لكي لا يتعرض الطرف الآخر لأي ضرر.

3- لابد من أن يتم الزواج بموافقة كلاً من الرجل والمرأة بدون الإجبار على ذلك.

4- الحصول على موافقة ولي أمر الزوج والزوجة وحضورهما أثناء إبرام عقد الزواج.

5- يجب على كلاً من الزوج والزوجة كتابة الاسم بشكل كامل وصحيح في عقد الزواج.

6- عدم وجود أي موانع شرعية تمنع أو تبطل هذا الزواج مثل القرابة المحرمة، أو إذا كانت المرأة مطلقة لابد من أن يتم الزواج بعد قضائها فترة العدة.

7- لا يسمح بأن يكون هذا الزواج مرتبط بفترة معينة لأن في هذه الحالة يعد زواج المسيار باطلاً ويدخل في حكم زواج المتعة، ولابد من أن تكون نية كلاً من الزوج والزوجة أن هذا الزواج سيستمر.

الشروط القانونية والشرعية لزواج المسيار

هناك مجموعة من الشروط القانونية والشرعية التي لابد من توافرها لإتمام عقد زواج المسيار، وتلك الشروط تتمثل في الآتي:

الشروط الشرعية

- يجب أن يتم الزاج بقبول ورضا كلاً من الرجل والمرأة.

- وجود ولي الأمر أثناء كتابة العقد وإتمامه لضمان صحة عقد الزواج.

- أثناء إبرام عقد الزواج لابد من حضور اثنين عادلين بالغين من الشهود لضمان شرعية العقد.

- التأكد من عدم وجود أي أمور تجعل هذا الزواج باطلاً.

- يجب على كلاً من الزوج والزوجة الاتفاق على المهر وتحديده في عقد الزواج.

الشروط القانونية

- لابد من توثيق العقد في الجهات الحكومية للحافظ على حقوق كلاً من الطرفين ولتجنب حدوث أي مشاكل في المستقبل.

- يجب أن يكون الزواج قائم على العدل والمساواة ويجب على الطرفين عدم التنازل عن أي حقوق أساسية لهما والالتزام بالمسؤوليات.

- يجب أن يكون كلاً الطرفين بالغلين وعاقلين ومؤهلين للزواج.

نصائح قانونية وشرعية للطرفين قبل التعاقد

هناك مجموعة من النصائح لابد من اتباعها قبل إتمام زواج المسيار لعدم التعرض لأي مشاكل، ومن ضمنها:

 

- توثيق عقد زواج المسيار في جهة رسمية لضمان الحقوق.

- تحديد كافة الشروط بين الزوجين وكتابتها بكل وضوح في عقد الزواج لتجنب التعرض لأي مشاكل في المستقبل.

- لابد من أخذ استشارة قانونية من خلال التواصل مع محامي متخصص في الأحوال الشخصية لضمان صياغة وكتابة العقد بشكل صحيح

- يجب على الطرفين الاتفاق على كافة التفاصيل بشكل واضح وصريح.

ما هي مشاكل زواج المسيار؟

ينتج عن زواج المسيار مجموعة من المشاكل، وتشمل الآتي:

 

1- عم وجود أي ضمانات: في بعض الأحيان قد لا تستطيع الزوجة الحصول على حقوقها بالأخص في حالة عدم تسجيل عقد الزواج في المحكمة الشرعية، كما أنها لا تستطيع أخذ بعض الحقوق الطبيعة لها كتوفير السكن والنفقة.

2-  عدم الاستقرار الأسري: بسبب غياب الزواج لفترات طويلة وعدم وجوده مع الزوجة في نفس المنزل قد تشعر الزوجة بالوحدة وعدم الاستقرار في كثير من الأحيان.

3-وجود بعض المشاكل الاجتماعية: في بعض الأحيان لا يقوم المجتمع أو الأهل بالاعتراف بهذا الزواج لأنه يختلف في بعض الأمور عن الزواج التقليدي المتعارف عليه.

4- مواجهه بعض التحديات القانونية: هناك مجموعة من الصعوبات القانونية قد تواجهها الزوجة والأبناء من ضمنها حقهم في الحصول على الميراث في حالة وفاة الزوج.

5- الاعتبارات الدينية: هناك بعض الأشخاص يرون أن هذا الزواج غير صحيح وباطل كما أنه ليس الخيار الأمثل وفقاً للتعاليم الدينية.

مخاطر زواج المسيار بدون توثيق

هناك الكثير من المشاكل والمخاطر تنتج عن زواج المسيار الذي يتم بدون توثيق، ومن تلك المخاطر:

 

- في حالة عدم توثيق عقد زواج المسيار في الجهات الرسمية لا تتمكن الزوجة من الحصول على حقوقها هي والأبناء.

- عدم قدرة المرأة على إثبات نسب الأطفال أو المطالبة بالنفقة.

- قد تعاني الزوجة من ضياع حقها في الميراث عند وفاة الزوج في حالة عدم توثيق العقد.

- قد يقوم أي طرف باستغلال بعض ثغرات الزواج الغير موثوق للهروب من المسؤولية.

ينصح دائماً بتوثيق عقد زواج المسيار في المحكمة الشرعية في أي حال من الأحوال لكي تعترف الدولة بهذا الزواج لضمان الحقوق وتفادي المشاكل التي تؤثر بالفعل على حياة ونفسية كلا الطرفين.