هل زوجة المسيار ترث من زوجها؟

 

يتساءل الكثيرون هل ترث زوجة المسيار؟ ولكن للإجابة على هذا السؤال يجب تعريف زواج المسيار ومعرفة شروط صحته بشكل شرعي وقانوني، وفي هذا المقال سنتعرف على كل ما يخص قضية الميراث وزواج المسيار.

 

تعريف زواج المسيار ومفهوم الإرث في الإسلام

 

زواج المسيار

 

هو زواج شرعي وقانوني في المملكة العربية السعودية عند استيفاء جميع شروطه وأحكامه.

 

ويختلف عن الزواج التقليدي في كونه ميسر للرجل ويسقط عنه أداء بعض حقوق الزوجة مثل السكن، النفقة، المبيت، الميراث أو غيرها من الحقوق التي تتنازل عنها بموافقتها وحسب الاتفاق الجاري بين الطرفين.

 

الإرث في الإسلام

 

هو حق أهل المتوفي في توزيع ثروته من مال أو ممتلكات حسب كتاب الله وسنة رسوله مما يمكن الزوجة والأبناء في الزواج من أخذ نصيبهم من تركة الزوج بعد وفاته.

 

هل زواج المسيار عقد شرعي صحيح؟

 

نعم، يمكن اعتبار زواج المسيار زواجًا شرعيًا عند استيفائه جميع شروط زواج المسيار الواجبة لشرعية الزواج، وهي:

 

موافقة الطرفين: يجب موافقة الزوجين على الزواج والتأكد من رغبتهم الحرة في ذلك دون فرض أي ضغوطات.

 

حضور ولي أمر الزوجة: من الشروط الشرعية والأساسية لصحة زواج المسيار هو حضور ولي أمر الزوجة وموافقته على الزواج.

 

وجود شهود: شهادة شاهدين ذوا عدل على عقد الزواج ويجب أن يكونا مسلمين وعاقلين حتى يحقق وجودهما مع وجود ولي الأمر شرط الإشهار.

 

تحديد مهر: يتم الاتفاق على مبلغ من المال يتم تقديمه للعروس ولها حق التصرف فيه كيفما تشاء.

 

توثيق العقد: توثيق العقد في المحكمة الشرعية لضمان صحة عقد الزواج قانونيًا.

 

عدم وجود موانع شرعية: يجب ألا يكون هناك موانع شرعية يتم تحديدها حسب فتاوى أهل العلم.

هل ترث زوجة المسيار من زوجها؟ حكم الفقه والقانون السعودي

 

نعم، حسب حكم الفقه والقانون السعودي فزوجة المسيار لها الحق في الورث من زوجها بعد وفاته وكذلك لأبنائها وذلك في حالة كان الزواج بعقد صحيح شرعًا وموثق في الدولة وفق الأحكام الشرعية مثلها مثل الزواج التقليدي.

 

طالما لم يكن هناك اتفاق مسبق بين الزوجين عند اعقد الزواج بتنازل الزوجة عن حقها وحق أبنائها من هذا الزواج في الميراث.

 

أسباب رفض بعض المحاكم الاعتراف بإرث الزوجة المسيار

 

توجد بعض الحالات التي لا تعترف فيها المحاكم بأحقية زوجة المسيار في الميراث، ومن هذه الحالات:

 

عدم توثيق عقد الزواج: من أهم شروط صحة زواج المسيار قانونيًا هو توثيق العقد في المحكمة الشرعية أو الجهات الحكومية المختصة لتمكن الزوجة من أخذ حقوقها القانونية في الميراث عند وفاة الزوج ووجود ما يثبت هذا الزواج.

 

تنازل الزوجة عند الزواج: عند وجود اتفاق مسبق بين الزوجين عند عقد الزواج بتنازل الزوجة عن بعض حقوقها ومنها الميراث فلا يكون لها الحق بعد وفاة الزوج في المطالبة به.

 

حدوث طلاق: عند حدوث طلاق قبل الوفاة وكانت الزوجة قد انتهت من شهور العدة فلا يكون لها الحق في المطالبة القانونية بأخذ حقها من الميراث.

 

اختلاف الرأي على شرعية الزواج: تختلف المذاهب على اعتبار زواج المسيار زواج شرعي لتنازل المرأة عن حقوقها التي شرعها الله، وعلى هذا الأساس فإن المحكمة التي تتبع المذاهب غير المعترفة بزواج المسيار لها الحق في عدم الاعتراف بحق الزوجة في الميراث.

 

كيفية إثبات نسب الأطفال في زواج المسيار

 

في حال نتج أطفال عن زواج المسيار فيوجد بعض الإجراءات التي يجب أن تتم لكي يتم إثبات نسب الطفل، ومنها:

 

توثيق عقد الزواج: عند توفر عقد زواج موثق أمام الدولة يعتبر وسيلة يمكن بسهولة استخدامها في إثبات نسب الأطفال إلى الزوج.

 

تسجيل الأبناء في السجل المدني: يجب تسجيل الطفل بعد ولادته مباشرة في السجل المدني في حالة وجود وثيقة زواج مسيار قانونية ومسجلة في المحكمة الشرعية.

 

إقرار الأبوة: لا يشترط تسجيل العقد في المحكمة لكي يقوم الأب بكتابة وثيقة يقر بها بأنه الأب البيولوجي للطفل ويتم تقديمها للمحكمة لإثبات النسب في زواج المسيار.

 

تقديم طلب إثبات نسب: في حالة عدم توثيق عقد الزواج وعدم موافقة أحد الطرفين في إثبات النسب للأب يمكن تقديم طلب إثبات إلى المحكمة والقيام بالإجراءات المطلوبة حتى تصدر المحكمة الحكم النهائي.

 

فحوصات DNA: في حالات النزاع على النسب وعدم وجود ما يثبت الزواج تطلب المحكمة القيام باختبارات DNA لإثبات نسب الطفل.

 

شهادة الشهود: جميع الأشخاص الذين كانوا شهود على زواج المسيار قد تحتاج المحكمة شهادتهم لإثبات حدوث الزواج وبالتالي إثبات نسب الطفل.

 

الحقوق المالية والاجتماعية للزوجة في زواج المسيار

 

قد تتفق أو تختلف حقوق الزوجة في زواج المسيار المالية والاجتماعية عن الزوجة عن الزواج التقليدي وذلك حسب الاتفاقات التي تمت عند عقد الزواج بين الطرفين.

 

الحقوق المالية

 

المهر: من شروط صحة أي زواج وكذلك المسيار هو حصول الزوجة على مهر متفق عليه.

 

النفقة على الزوجة: في الزواج التقليدي يكون من واجب الزوج الإنفاق على زوجته وبيته ولكن في زواج المسيار قد تتنازل الزوجة عن هذا الحق كليًا أو الحصول على نفقة محدودة حسب الاتفاق بين الطرفين.

 

الإنفاق على الأنباء: في حالة نتج أطفال عن زواج المسيار فإن حق النفقة عليهم وتولي رعايتهم صحيًا وتعليميًا وإعالتهم بشكل كامل يكون واجب على الزوج إلا في حالة وجود اتفاق مسبق من الزوجة بالتنازل عن هذا الحق.

 

السكن: قد لا تشترط الزوجة في زواج المسيار على توفير مسكن دائم لها خاصة عند الاتفاق على عدم مبيت الزوج معها في نفس السكن بصورة دائمة.

 

الميراث: يجب التأكد من توثيق عقد الزواج حتى تتمكن الزوجة من الحصول على حقها في الميراث عند وفاة الزوج.

 

الحقوق الاجتماعية

 

المبيت: عند الاتفاق على عدم إقامة الزوج بشكل دائم مع الزوجة يجب التأكد من إعطاء الزوجة حقها في رؤية الزوج من حين إلى آخر في مواعيد محددة حسب الاتفاق بينهما.

 

المعاملة: التعامل مع الزوجة بكل احترام سواء داخل الأسرة أو في المجتمع بشكل عام.

 

الطلاق: يجب توفير الحق في طلب الطلاق للزوجة إذا أرادت لذا يجب توثيق عقد الزواج من البداية في الدولة لكي تسنح لها الفرصة في أخذ هذا الحق عند الحاجة وأخذ حقوقها بعد الطلاق حسب المتفق عليه.

 

أسباب الطلاق في زواج المسيار وما تأثيره على حقوق الزوجة

 

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى الطلاق في زواج المسيار، ومنها:

 

الضغوط المجتمعية: قد تؤدي نظرة المجتمع والعائلة لزواج المسيار وعدم الاعتراف به أحيانًا إلى وقوع الكثير من الضغط على الطرفين وخاصة الزوجة مما يؤدي إلى زيادة المشاكل الزوجية وبالتالي حدوث طلاق.

 

المشاكل المالية: عدم الوضوح منذ البداية بالأمور المالية قد يسبب حدوث مشاكل مع الزوجة لعدم النفقة عليها بشكل كامل أو حاجتها إلى أخذ حقوقها المادية من زوجها مما يؤدي إلى تفكير أحد الأطراف باللجوء إلى الطلاق كحل.

 

عدم حصول المرأة على حقوقها: على المدى الطويل قد تندم المرأة على تنازلها على حقوقها في النفقة والسكن وغيرها من الحقوق وحاجتها لعيش حياة زوجية طبيعية تتمتع بكامل حقوقها وتعطي كامل واجبتها.

 

المشاكل القانونية: عدم توثيق عقد زواج المسيار يؤدي إلى حدوث الكثير من المشاكل القانونية مثل عدم حصول المرأة على حقوقها المتفق عليها وعدم إثبات الزواج أمام المجتمع أو حصول الأبناء على حقوقهم.

 

عدم المساواة في حالة التعدد: في حالة وجود أكثر من زوجة قد تشعر المرأة بالغيرة وعدم المساواة في التعامل وخاصة إذا كانت الزوجة الأولى من زواج تقليدي.

 

عدم الاستقرار: سواء الاستقرار العاطفي أو المادي، فقد تشعر الزوجة بعدم الاستقرار لعدم معيشتها مع الزوج بشكل كامل لسكن كل فرد في مكان مختلف، وفي حالة وجود أبناء من هذا الزواج فقد لا تتوفر لهم بيئة أسرية مستقرة.

 

يؤثر الطلاق على الزوجة بشكل سلبي من الناحية النفسية حيث تشعر بعدم الاستقرار وأنه تم استغلالها بتنازلها عن حقوقها، ولكن من الناحية القانونية فإن وجود عقد موثق في المحكمة يضمن للزوجة حصولها على حقوقها المتفق عليها كاملة.

أمثلة وقضايا فعلية تم فيها إثبات حق الزوجة المسيار في الإرث

 

- من أشهر قضايا إرث زواج المسيار والتي حدثت في جدة هي قصة الفتاة السورية التي تزوجت من رجل الأعمال السعودي زواجًا مسيارًا وعند وفاته طالبت بحقها في الميراث وحصلت على 80 مليون ريال سعودي.

 

- تبدأ القضية حين توفي رجل أعمل سعودي وعند تقسيم الميراث بين الورثة الشرعيين، قامت فتاة في العشرينات من عمرها بتقديم دعوى قضائية تطالب فيها بحقها في الميراث كزوجة شرعية للمتوفي بعد أن استمر الزواج لمدة أسبوعين حتى توفي في منزله بسكتة قلبية.

 

- بلغ عدد الورثة الشرعين للمتوفي 10 أفراد من أبناء وبنات وزوجة سعودية ووصلت ثروة الراحل إلى 700 مليون ريال سعودي بجانب العقارات والأسهم والممتلكات الأخرى، قامت عائلة المتوفي بطعن الدعوى القضائية للفتاة وعندها قدمت زوجة المسيار السورية عقد زواج المسيار المسجل في المحكمة وشهادة الشهود، بعد استئناف المحكمة للدعوى ومراجعة العقد وشهادة الشهود أصدرت المحكمة قرار بثبوت صحة العقد وأحقية الزوجة السورية في الميراث، وبعد تقسيم التركة بلغ نصيبها من الثروة أكثر من 80 مليون ريال سعودي.

 

نصائح قانونية للزوجة المسيار لحماية حقوقها

 

لضمان حقوق المرأة في زواج المسيار يجب الأخذ في الاعتبار بعض النقاط مثل:

 

- الاستعانة بمحامي أو مكتب استشارات قانونية متخصص زواج المسيار لضمان صحة بنود العقد والقيام بتسجيله وضمان حقوق الطرفين.

 

- بعد كتابة عقد زواج المسيار مباشرة قومي بتوثيق وتسجيل العقد في الجهات المعنية لإثباته شرعًا وقانونًا.

 

- يجب الاتفاق على الحقوق والواجبات بشكل واضح وكتابة كل النقاط في العقد.

 

- الحصول على نسخة من وثيقة الزواج.

 

- في حالة الاتفاق على أي نقاط بشكل شفهي يجب التأكد من حضور الشهود للشهادة على الاتفاقات.

 

- مناقشة الحقوق التي ستحصل عليها الزوجة عند الطلاق أو الميراث بشكل واضح لتجنب النزاعات.