كيف تتجاوز الزوجة الشكوك بثقة وهدوء؟

كيف تتجاوز الزوجة الشكوك بثقة وهدوء؟ يعد هذا السؤال من الأسئلة الشائعة والتي تشغل بال الكثير من النساء، من أجل معرفة كيفية إزالة الشك وتقوية علاقة الثقة بين الزوجين، ومن خلال المقال التالي سوف نتناول هذا الموضوع بالتفصيل.

 

ما معنى الشك الزوجي ومتى يصبح مشكلة حقيقية؟

 

تختلف الآراء حول وجود الشك بين الزوجين حيث أنه قد يراه البعض حب وغيره على الطرف الآخر والبعض يراه قلة ثقة.

 

ولكن في حقيقة الأمر فإن الشك لا يجتمع مع الحب أبداً حيث من أهم الطرق لإثبات الحب هي الثقة المتبادلة بين الطرفين.

 

والشك ما هو إلى شكل غير محبب من أنوع الغيرة الزوجية وتجعل حياة الأزواج مليئة بالتوتر والقلق الدائم بسبب استمرار الخلافات.

 

ويكون الشك هو المشكلة الأساسية داخل العلاقة الزوجية عندما يتحول إلى شك مرضى وغيرة مفرطة مما يزعزع الثقة بين الطرفين ويجعل التعامل بينهم أمر صعب.

 

حيث يبدأ أحدهم بعدم تصديق أي من التصرفات التي يقوم بها شريك حياته مما يجعله بشعر بالخزي وعدم الشعور بالأمان والراحة، ولذلك عليهم التحدث والتفاهم فيما بينهم حتي لا تتضخم الأمور وتسوء الخلافات.

 

أسباب الشكوك الزوجية وكيفية التعامل معها

 

تتعدد الأسباب النفسية والاجتماعية للشكوك الزوجية، ومن أهمها :

 

التجارب السابقة التي مر بها الطرفين: قد يكون الزوجين على علم بالعلاقات السابقة الخاصة بشريك حياته مما قد يدخل الشك وعدم الراحة على قلبه بسبب تذكره للأحداث في الفترات الماضية ويعكر عليهم حياتهم.

 

عدم الثقة بالنفس: قد تتسبب المشاكل والضغوطات التي يمر بها الطرفين في حياتهم بعض الأزمات النفسية على الأشخاص، حتي أنه يمكن للفرد أن يشعر أنه غير كافٍ من وجه نظر شريكه وهنا يتطلب على الطرف الآخر مساندته ودعمه له وعدم تفاقم الأمور بينهم.

 

الظن الغير جيد في الطرف الأخر: قد يدخل الشك قلب الفرد عندما يسئ الظن في الطرف الآخر ويبدأ في عدم تصديق تصرفاته وكلامه ويسبب ذلك قد تكثر الخلافات والمشاكل الزوجية بينهم.

 

الكذب: يولد الكذب الشك في قلب المرء ويدخله في دائرة لا تنتهي من التفكير.

 

عدم التصرف كالمعتاد: قد يثير التغير في التعامل بين الزوجين وحدوث العديد من التغيرات في نظام أحد الطرفين إلى إثارة الشك والفضول من شريك حياته حول أسباب هذا التغير، ولذلك يجب عليهم مشاركة التفاصيل الهامة معاً.

كيفية التعامل السليم مع الشكوك الزوجية

 

العثور على طريقة واضحة للتواصل: إيجاد لغة حوار مناسبة للتواصل بين الزوجين حتي لا يحدث أي سوء تفاهم بينهم يسبب الشكوك والخلافات التي تعكر عليهم حياتهم الزوجية.

 

تقوية العلاقة الزوجية: محاولة الطرفين إيجاد الأوقات المناسبة من أجل قضاء الوقت معاً والتحدث في كافة تفاصيل حياتهم مما يعزز الثقة والاحترام بينهم، حيث أن تخصيص وقت معين من أجل العائلة قد يكون له تأثير إيجابي.

 

التوجه لخبير علاقات زوجية : يجب على الزوج والزوج الذهاب إلى مستشار علاقات زوجية عند كثرة الشكوك والمشاكل بينهم من أجل التعرف على بعض النصائح للتعامل معها بطريقة صحيحة وحلها بشكل أسرع.

 

تأثير الشكوك على العلاقة الزوجية واستقرار الأسرة

 

يكون للشك الكثير من الآثار الضارة على حياة الزوجين فيكون الشك كالنار التي ستأكل الثقة والاحترام القائم عليهم العلاقة، وللشكوك تأثير سلبي كبير على الاستقرار لكونه يتسبب في:

 

- يكون للشك دور أساسي في زيادة الضغوطات والقلق الذي يؤثر بطريقة سلبية على الاستقرار الأسرى.

 

- مرور الأطفال ببعض المشاكل النفسية ويكون للشك والمشاكل الأسرية تأثير بالسلب على حياتهم وطريقة تفكيرهم.

 

- أحد أسباب قلة الحب بين الزوجين هو دخول الشك بينهم ويكون له أثار سلبية سواء على المستوى النفسي أو الاجتماعي.

 

كيف تبني الثقة في العلاقة الزوجية وتواجه الشكوك؟

 

يوجد العديد من الطرق لبناء علاقة قائمة على الثقة والكثير من الأسس التي يجب اتباعها:

 

التكلم بصراحة ووضوح مع الشريك: عدم إخفاء أي أمر بين الطرفين ومشاركة كل منهم للآخر في أدق تفاصيل حياته سواء شخصية أو عملية، فوجود لغة تواصل صريحة خالية من الكذب والمراوغة قد تجعل العلاقة بين الزوجين مليئة بالهدوء والاستقرار.

 

عدم تعدى الحدود مع الآخرين: يجب على الزوجين احترام بعضهم البعض سواء في حضور الطرف الآخر أو غيابه ووضع حدود بينه وبين الآخرين.

 

الغفران وتقبل الاعتذار: يجب أن يكون هناك تسامح بين الطرفين ووجود مساحة من الأمان بينهم حتي يستطيع كل طرف الإفصاح عن أي خطأ قام به دون قلق وشعور بالخوف من رد فعل شريك حياته.

 

الاعتراف بالخطأ: عدم الإصرار على الخطأ وقيام الطرف المخطأ بالاعتذار لشريك حياته عما بدر منه من أمور مزعجة.

 

علامات الشك بين الزوجين

 

توجد بعض العلامات التي تبين دخول الشك بين الزوج والزوجة، ومنها:

 

* حدوث بعض التغيرات السلوكية: قد يقوم أحد أطراف العلاقة بالقيام ببعض الأفعال الغريبة والمستحدثة مما يجعل الطرف الآخر يشعر بالريبة والشك في أمره.

 

* طرح العديد من الأسئلة: يقوم بطرح الكثير من الأسئلة على شريك حياته والتدخل في أدق التفاصيل والتي كان لا يتدخل بها سابقاً.

 

* كثرة الاتهام: يقوم احد الزوجين بإلقاء العديد من الاتهامات على الطرف الآخر مما يخلق بيئة غير مستقرة وملية بالتوتر والضغوطات النفسية.

 

* النظر في تخفي على مواقع التواصل الاجتماعي: قد يقوم أحد الأزواج بمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي لشريك حياته والبحث عن أمر ما داخل هاتفه المحمول.

 

* قلة الاهتمام وإظهار الحب: عند دخول الشك بين الطرفين قد تمر العلاقة الزوجية بينهم بحالة من الفتور وعدم الاستقرار الزوجي.

 

الثقة بين الزوجين في الإسلام

 

تبني العلاقات الزوجية على بعض الأسس من أجل حياة زوجية سعيدة، ومن الأعمدة الأساسية في العلاقات هي الثقة فهي من أهم مقاييس الحب، ومن أجل بنائها نقوم بالآتي:

- الشفافية والوضوح بين الزوجين فيكون كل منهم مرآة للآخر.

 

- مراعاة كل منهما لمشاعر الآخر وعدم استفزازها.

 

- تعامل كل منهم مع الآخر بلين والطريقة الطبية وفقاً لكلام الله سبحانه وتعالي "وجعلنا بينكم مودة ورحمة"

 

- مراعاة كافة الحقوق الزوجية من قبل الطرفين فلا يقصر طرف في حق الآخر ويكون الاهتمام متبادل بينهم.

 

- الوقوف بجانب بعضهم البعض في السراء والضراء وإظهار الفخر والامتنان لشريك الحياة بشكل مستمر حتي يعطيه قدراً كبيراً من الثقة بالنفس.

 

هل شك الزوج بزوجته من علامات الحب؟

 

لا، لا يعد الشك نوعاً من أنواع الحب أو حتي علامة على ذلك فالمحب يثق في الشخص الذي يحبه تمام الثقة ويتركه يفعل كل ما يتمنى دون سؤال.

 

ولكن الشك هو أحد أنواع الغيرة الغير صحية التي يعاني منها بضع الأزواج الراغبين في تملك شريك حياته وكبت رغبته في العيش بحريه.

 

وهناك شك يأتي من الخوف والقلق المفرط على الطرف الآخر ويكون أحد الأطراف لدية رغبه شديدة في فرض حمايته على شريكه مما قد يشعره بانعدام الثقة والشك الدائم ويكون له أثر سلبي على العلاقة الزوجية حين ذاك.

خطوات عملية للتغلب على الشكوك الزوجية

 

الشك أحد أسباب المشاكل الزوجية الهامة التي تواجه بعض الأشخاص، وللتغلب عليها يجب على الطرفين اتباع عدة خطوات:

 

- التعرف على الأسباب الأساسية للشك بين الزوجين وهل هي أسباب منطقية صحيحة أم لا.

 

- تقوية العلاقة وتعزيز الثقة بين الزوج والزوجة من أهم الأمور لبناء علاقة متينة قوية بين الزوجين فلابد للطرفان أن يشعروا بالأمان والراحة فيما بينهم.

 

- الحفاظ على الصدق والشفافية بين كلا الطرفين فمن ضمن أسباب الشك عدم إظهار الحقائق فلابد على الزوج والزوجة التحدث عن جميع الأمور الخاصة بينهم وعدم الكذب.

 

- التأكيد على إظهار الحب والاهتمام بين الطرفين والبحث عن طريقة تواصل تناسب كليهما للتعبير عن التقدير والحب بينهما.

 

- البحث عن حلول سريعة وفعالة من أجل حل المشاكل والخلافات الزوجية التي يعاني منها الطرفين حتي يحافظوا على الاستقرار الأسرى.

ماذا يفعل الرجل إذا شك في زوجته؟

 

يجب على الزوج الذي يشك في زوجته القيام بالآتي:

 

- التفكير بهدوء: عندما يشك الزوج في زوجته يجب عليه عدم اتخاذ القرارات بتسرع وأخذ الوقت الكافي في التفكير حتي لا يقع في الخطأ.

 

- مواجهة النفس:  على الرجل مواجهة نفسه بالأسباب التي جعلته بقوم بهذا الفعل وهل هي واقعية حقاً أم هواجس ولا صحة لها وما هي إلا غيره مبالغ فيها على زوجته.

 

- التحدث مع الزوجة: اختيار الوقت المناسب للتحدث مع زوجته بكل هدوء في جميع الأفكار والأمور التي تدور في رأسه دون إلقاء اللوم أو الاتهام.

 

متى يجب اللجوء لاستشارة نفسية؟ علامات تستوجب التدخل المتخصص

 

يحتاج الكثير من الأزواج الإجابة على هذا السؤال متي أشعر أني بحاجة إلى استشاري نفسي في حياتي الزوجية؟ وهي

 

- عدم التحدث بين الزوجين: من كثرة الضغوطات والمسؤوليات قد تأتي بعض الفترات على الأزواج بعدم الرغبة في التحدث حتي لا تتطور المشاكل، وهذا ما يسمي بالخرس الزوجي وعند ذلك لابد من الذهاب إلي أحد المتخصصين لحل الأزمات.

 

- عدم الشعور بالأمان: الأمان من أهم الأسس من أجل علاقة زوجية سوية وعند غياب هذا البند لابد من تدخل شخص لديه خبره لاستعادة ذلك ورجوع العلاقة بين الطرفين كما كانت.

 

- إخفاء بعض الأمور على الطرف الآخر: كثرة الأسرار وعدم مشاركة التفاصيل بين الطرفين.

 

- التفكير في شخص آخر: عندما يسمح أحد الأطراف بالتفكير في شخص غير شريك حياته وقيامه ببعض المقارنات بينهم تعد علامة على وجود مشكلة في العلاقة الزوجية وبجب اللجوء إلى استشاري علاقات زوجية.